تطوّر الكائنات والإنتخاب الطبيعي

ان بيوت التنمية في العالم متنوعة جدًا، بل ومتطرفة أحيانًا من حيث اختلاف الظروف فيها. من الواضح أن ملاءمة الكائن الحي مع بيت تنمية معين لا يمنحه بالضرورة ملاءمة مع بيت تنمية اخر. وحتى في نفس بيت التنمية، هناك "بقع بيئية" مختلفة تسكنها أنواع مختلفة من الكائنات وتتطلب ملاءمات خاصة. كل نوع بيولوجي (مجموعة من الكائنات الحية القادرة على التزاوج فيما بينها وإنجاب نسل خصب، ومنفصلة تكاثريًا عن الأنواع الأخرى) يحتلّ "بقعة بيئيًة" في بيت التنمية ويتكيّف معها.

الملاءمة مع البيئة هو عملية مستمرة تحدث نتيجة لتأثير الانتخاب الطبيعي.

الانتخاب الطبيعي: هو مجموعة من العمليات التي "تختار" في كل جيل الأفراد الأكثر ملاءمة. هؤلاء الأفراد ينجبون عددًا أكبر من النسل وينقلون صفات الملاءمة إلى الجيل القادم. من بين العوامل التي تؤثر في الانتخاب الطبيعي: 

  • الافتراس (المفترس يفترس الأفراد "الأسهل صيدًا"، أي الأقل سرعة أو الأقل مقاومة)،
  • التنافس (فقط الأفراد الأكثر تكيّفًا ينجحون في الحصول على الموارد اللازمة ومواجهة المنافسة من أفراد من نفس النوع أو أنواع أخرى)،
  • التغيّرات في ظروف البيئة.

 الملاءمة كنتيجة لعمليات الانتخاب الطبيعي: في كل جيل، الأفراد الذين لديهم صفات تكسبهم أفضليّة أكثر للبيئة يعيشون مدة أطول ويحصلون على موارد أكثر. هذا يمنحهم امكانية كافية ليس فقط للنمو والتطور، بل أيضًا للتزاوج وإنجاب نسل فيصلون بدورهم إلى سن البلوغ وينجحون في التكاثر.

أما الأفراد الأقل ملاءمة، فيحصلون على موارد أقل، ويموتون بسرعة أكبر، ويفترسهم الآخرون بسهولة، وينجبون عددًا أقل من الأبناء. وهكذا، تنتقل صفاتهم بنسبة أقل إلى الأجيال التالية.

بهذا الشكل، يصبح هناك كائنات حيّة ملائمة للبيئة أكثر. من المهم أن نفهم أن صفات الملاءمة ليست عامة أو صالحة في كل الظروف: 

  • إذا انتقل الأفراد إلى موطن إحيائي جديد، قد لا تكون الصفات التي كانت مناسبة لهم في السابق مفيدة بعد الآن.
  • إذا تغيّرت ظروف البيئة، قد لا يتمكن الأفراد الذين كانوا ملائمين جدًا سابقًا من البقاء على قيد الحياة.

 لذلك، من المهم جدًا الحفاظ على التنوع الجيني داخل المجموعة السكانية.

عندما يكون هناك تنوع في الصفات الجينية، تزداد احتمالية أن يوجد أفراد قادرون على التكيّف مع أي تغيّر في البيئة، وبالتالي ينجو النوع البيولوجي من الانقراض.